الحب كلمة ممزوجة بالصدق ، مغلفة بالإيثار .. بها تتآلف القلوب ، وتجتمع النفوس ..
حين يكون الحب مقرنا بحب الله يصبح للحب طعما ولونا آخرا ..
ولا عجب :
فقد روى الإمام أحمد والطبراني بأسانيد صحيحة أن رسول الله قال : (( أيها الناس، اسمعوا واعقلوا واعلموا أن لله عز وجل عبادًا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله))، فجثا رجل من الأعراب من قاصية القوم وألوى إلى النبي فقال: يا رسول الله، ناس من المؤمنين ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم!! انعتهم لنا يا رسول الله، فسرّ وجه الرسول بسؤاله فقال : ((هم أناس من بلدان شتى ومن نوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نورٍ فيجلسهم عليها، فيجعل وجوههم نورًا وثيابهم نورًا، يفزع الناس ولا يفزعون، وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)).
ومع عظم أجر الحب في الله إلا أننا نرى أناس كانوا متحابين في الله إن جلسوا فبذكر الله وإن تفرقوا فبذكره ..
ثم نتفاجئ يوما بأنهما افترقا تماما ..
فما سر هذا الإفتراق مع أنهم يتقابلون أحيانا لكن تلك العلاقة القوية التي تربطهم قد انتهت؟؟
يبينه ويجليه حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا تَوَادَّ اثْنَانِ فَفُرِّقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا".
أخرجه أحمد (2/68 ، رقم 5357) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2 / 232) بمجموع طرقه.
قال الشيخ : عبد الهادي بن حسن وهبي في كتابه "آثار الذنوب على الأفراد والشعوب":
وَلَم يَذْكُر رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم نَوْعَ الذَّنْبِ، بَلْ أَيُّ ذَنْبٍ يَكُونُ سَبَبًا فِي التَّفْرِيقِ بَيْنَ المُتَحَابِّينَ!! وَكَذَلِكَ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ وَالأَقَارِبِ وَغَيْرِهِمْ، وَهَذَا مِمَّا لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ.
اللهم احفظنا من المعاصي والذنوب ، واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم ..
منقوووول للأهمية