يوميات من حياة إنسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بصراحة أنا كنت متردد قبل ما أضع موضوع يحمل هذا العنوان

يوميات من حياة إنسان

ولكنى وجدت أنه من الأفضل للناس عامة والمسلمين خاصة أن يستفيدوا من كل ما يحدث فى حياة كل إنسان يوميا

ولست أنوى أن أسود الحياة فى وجوهكم إخوتى فى الله

بمعنى أن هذه اليوميات ستجمع بين الفرح والحزن ، بين الضيق والفرج ، بين الأمور العادية العامة والأمور الخاصة

ستجمع هذه اليوميات بين كل شئ ونظيره أو مقابله

حتى نستطيع جميعا أن نقف على سر حدوث وسبب أى موقف قد يواجه أى أحد من الناس عامة والمسلمين خاصة

لنتعلم منه ونزداد خبرة فى الحياة ونتعلم ألا نقع في مثل هذا الموقف إن كان محزنا وأن نسارع إليه إن كان مفرحا

وللعلم فإن هذه اليوميات ليست خاصة بفرد بعينه .. بل يستطيع أى عضو فى المنتدى أن يكتب عن موقف حدث له ويستطيع أن يجعل من هذا الموضوع (يوميات من حياة إنسان) مكانا خاصا به لسرد يومياته وما يمر به من أحداث ومواقف قد نأخذ منها العظات والعبر

لذلك أناشد إدارة هذا المنتدى الغالى والمشرفين عليه بأن يتكرموا بتثبيت هذا الموضوع للأهمية

وأدعو الله لى ولكم وللمسلمين جميعا أن ينعم الله علينا بنعمة السعادة وراحة البال والرضا بقضائه وقدره

إنه ولى ذلك والقادر عليه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأبدء إخوتى وإخواتى فى الله بعرض بعض المواقف التى أمر بها فى حياتى

وسأذكر دائما تاريخ حدوث كل موقف

نبدء بسم الله وعلى بركة الله

كنت معزوم على الفطار فى اليوم ده عند واحد قريبى فى مدينة نصر بالقاهره

ركبت عربية من بنى سويف رايحة رمسيس بعد صلاة الجمعة مباشرة

والحمد لله وصلت بالسلامه بعد صلاة العصر مباشرة

نزلت من العربية وركبت عربية رايحة للحى العاشر بمدينة نصر

الكراسى كلها كانت مكتظة بالركاب وكان فيه مكان ورا السواق فقعدت فيه

ركب العربية أحد الركاب وهو ملتحى وأحببته فى الله مع عدم سابق معرفتى به

ولكن الأرواح جنود مجنده ما تعارف منها ائتلف وما تنافر مها اختلف

المهم كان يوجد مكان صغير بجانبى لا يكفى لجلوس أحد فيه

نظر هذا الراكب إليا وإلى هذا المكان الصغير وقال لى : إنه لا يكفى لجلوسى

فابتسمت له وقلت : ولم لا يكفى ؟ فضغطت نفسى يمينا وطلبت من الراكب عن يمينى أن يعذرنى حتى نسمح لهذا الواقف بأن يجلس

وبالفعل حدث كل هذا بفضل الله وجلس مع أنه لم يكن مستريحا جدا لأن المكان كان لا يزال صغيرا

وكنت ملتصقا تماما بأخى الراكب عن يمينى وكان الجو حر

ولكنى كلمت نفسى وقلت لها : اصبرى على هذا الموقف لعله يكون فى ميزان حسناتك يوم القيامة

وبالفعل صبرت بنفس راضية وبحب لهذا الراكب الذى قدرنى الله على إجلاسه فى هذا المكان الصغير

وبعد عشر دقائق تقريبا قام الراكب من هذا المكان الصغير ووقف فى آخر العربية بدون أن أطلب منه ذلك

أحسست براحة نفسية غريبه أنى ساعدته بقدر إمكانى وبعد ذلك أخدت راحتى أنا والراكب عن يمينى إلى أن نزلنا مع بعض

هذا ما حدث قبل الفطار

بعد الفطار وبعد أن صليت المغرب والعشاء توجهت مع قريبى لزيارة قريبة لنا تسكن فى مدينة 15 مايو بحلوان

ركبنا من الحى العاشر أتوبيسا صغيرا متجه إلى العباسية وجلسنا جميعا أنا وقريبى وزوجته التى تحمل ابنيهما الصغير

وامتلأت المقاعد بالركاب وركبت سيدة كبيرة وكادت تقع أول ما ركبت من هزات الأوتوبيس وعدم اتزانها

فاستحييت وانكسفت على دى وتذكرت أن أمى قد تقف بمثل هذا الموقف

فقمت على الفور وناديت عليها أن اجلسى مكانى فجلست وهى سعيدة

وقفت بجانب قريبى فى ممر الأوتوبيس بين المقاعد اليمنى واليسرى وكنت غير متزنا

ولكنى قلت لنفسى : اصبرى واحتسبى ذلك عند الله ولن يضيعك

وبالفعل وقفت صامدا أرتكز على المقعد حتى لا أقع من هزات الأوتوبيس أثناء سيره فى الطريق

وفوجئت بعد وقت يسير أن السيدة التى وقفت وأجلستها مكانى قامت لتنزل من الأوتوبيس

وما كان منى إلا أن جلست مكانها الذى كان مكانى أولا

وظللت جالسا إلى أن نزلت أنا وقريبى وزوجته فى العباسية

ومن العباسية ركبنا مواصلة لمدينة 15 مايو بحلوان

هذا ما بعد الفطار والعشاء

أما قبل عودتى لبلدى .. محافظة بنى سويف

فقد حدث أمرين عظيمين لا أستطيع أن أنساهما

الأمر الأول

كنت خائفا من ألا ألحق بالمترو فى حلوان وأن يكون آخر مترو قد انطلق

والحمد لله لحقت بآخر مترو من قبل أن يأتى أصلا للرصيف

ركبت إحدى عربات المترو وفى إحدى المحطات بعد حلوان بمسافة بسيطه حدث الأمر العظيم

دخل رجل كبير فى السن ويحمل بالونه فى يده كبيرة الحجم التى يدفعها للأمام والخلف وتحدث صوتا نتيجة حركة الجزيئات بداخلها

وكلنا يعلم هذا النوع من البالونات

الواحده بنص جنيه ... والتلاته بجنيه

ما تدخلش بإيدك البيت فاضى .. فرح الأولاد

وظل يكرر كل هذا إلى أن ترك العربة ودخل العربة التى تليها

أحسست بحزن شديد لأمرين :

أولهما : أن هذا الرجل كبير فى السن بمثابة جدى والله ويقف موقف لا يقفه شاب عنده من العمر ما بين 20 - 30 سنه إلا من رحم ربى
ثانيهما : أن هذا الرجل لم ينظر لكبر سنه ولا لأى شئ غير أن يكسب رزقه بالحلال

تذكرت على الفور لحظتها البطالة وكم الشباب الجالس فى بيته منتظرا أن تمن عليه الحكومة أو أحد أقاربه فى القطاع الخاص بوظيفة مرموقه ذات دخل محدد يحبه هو ولا يعمل بأقل منه

إن العمل عبادة يا شباب وهذا الرجل على الرغم من كبر سنه ومشيه مستندا على عكاز إلا أنه ضرب لنا المثل بأن العمل الشريف عبادة وفرض على كل مسلم ومسلمه ، وإذا نظرنا للشكل والمظهر الاجتماعى فلن نعمل إطلاقا وسنجلس فى بيوتنا نحصى عدد الأيام الباقية من عمرنا وهذا لا يجوز إطلاقا لأن أمة الإسلام ليست أمة البطالة إنما هى أمة العمل وكسب الرزق الحلال فكيف ندعى حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جالسون فى بيوتنا لانفعل شيئا مفيدا لنا ولمجتمعنا المسلم ؟؟؟؟

الأمر الثانى

لما وصلت لمحطة مترو رمسيس كنت خائفا ألا أجد مترو ذاهبا إلى الجيزه لأركبه وأركب من المنيب إلى بلدى بنى سويف

وكنت إذا لم أجد هذا المترو سأصعد إلى الشارع فى رمسيس وأركب عربة بنى سويف بجوار مسجد الفتح برمسيس

ولكنى وجدت هناك مترو متجها إلى الجيزه بعد ما سألت أحد العساكر المتواجدين على رصيف المترو برمسيس

فركضت مسرعا كى ألحق به والحمد لله وصلت قبل أن يصل المترو إلى الرصيف

وركبته بفضل الله وكرمه ووصلت بحمد الله إلى المنيب وركبت عربة بنى سويف

وفى الطريق ... بعد أن اشترينا السحور لنتسحر فى الطريق لأننا تحركنا الساعه 2 صباحا من المنيب والمسافة بين القاهره وبنى سويف ساعتين والفجر يؤذن له بين 4 و4:05 فوجئنا بالأمر العظيم

كان السائق يسير فى الطريق الصحراوى الشرقى .. وقبل أن نصل إلى بوابة حلوان ... أى بعد كمين 15 مايو ... وجدنا حادثا عظيما وعربية حالتها صعبه زى ما تكون حطيتها داخل مكبس وضغطت عليها من الأمام والخلف

14 جريح ومات أحد الركاب وعربات الإسعاف كثيرة تأتى وتعود تأتى وتعود لتأخذ الجرحى بسرعه إلى أقرب مستشفى فى المحافظة .. أقصد بنى سويف

لما سأل سائق العربية التى كنت راكبا فيها عن اتجاه العربية التى وقع لها هذا الحادث المؤسف رد الناس الواقفون على الطريق : إنها عربية رمسيس وكانت متجهة إلى بنى سويف ... أى إلى بلدى

صدمت وقلت سبحان الله والحمد لله .. لما ذكرت لسائق عربتنا أننى كنت أنوى الركوب بهذه العربية التى تعرضت للحادث المؤسف لم يكن من السائق إلا أن ضحك مستغربا متعجبا .. فقلت له سبحان الله وظللت أحمد ربى فى هذه الليلة أن نجانى من هذا الكرب العظيم

وظللت أتسائل بينى وبين نفسى : هل علم أحد ركاب العربية التى تعرضت للحادث قبل أن يركبوها وقبل أن يدخل عليهم المساء أنهم سيبيتون فى المستشفى ومنهم من سيبيب فى قبره ؟ لا والله لم يكن أحد منهم يعلم ... وتذكرت أن الموت يأتى بغتة والقبر صندوق العمل .. فماذا أعد كل واحد منهم لمثل هذا اليوم ؟ وماذا أعددنا نحن لمثل هذا اليوم ؟ إنه آت لا ريب فيه ولا شك ... فهل أعددنا له ما يجعلنا من السعداء ؟ أم أعددنا له ما يجعلنا من الأشقياء ؟

هذا ما حدث لى يوم الجمعة الموافق 4 سبتمبر 2009

وأسأل الله لى ولكم الجنة ، وأن يغفر لنا ذنوبنا ، وأن يستر عيوبنا ، وأن يرحم ضعفنا ، وأن يتوب علينا توبة نصوحا

إنه ولى ذلك والقادر عليه

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

اللهم أمين يا رب
بجد جزاك الله كل خير أخي الفاضل علي ذكرك لهذه المواقف
و بجد الموقف الأخير ده خللاني أستحضر معني
لا تحسبوه شر لكم بل هوا خير لكم
أكيد أنت كنت عايز تركب في القطر إلي ميعاده كان بدري بس ربنا كتبلك عمر جديد
و ربنا يغفر لنا جميعا ويهدينا إلي الطريق المستقيم

أسعدنى مرورك طالبة المغفرة
وفعلا .. لا تحسبوه شر لكم بل هو خير لكم

عدد المساهمات : 27 تاريخ التسجيل : 09/07/2009

جزاك الله خيرا ...وفى ميزان حسناتك...

» أهمية الصلاة في حياة المسلم